آلام الظهر والرقبة باستخدام العلاج الطبيعى

46
آلام الظهر والرقبة باستخدام العلاج الطبيعى
مقدمة: فهم آلام الظهر والرقبة وأهمية العلاج الطبيعي

آلام الظهر والرقبة هي من أكثر المشاكل الصحية شيوعاً، حيث يعاني ما يقرب من 80% من البالغين من آلام الظهر في مرحلة ما من حياتهم، بينما يعاني 50% من الأشخاص من آلام الرقبة خلال حياتهم . هذه الآلام قد تكون ناتجة عن أسباب متنوعة مثل الإجهاد العضلي، الانزلاق الغضروفي، التهاب المفاصل، أو حتى الوضعيات الخاطئة أثناء الجلوس أو النوم.

العلاج الطبيعي يعد أحد أكثر الطرق فعالية لعلاج هذه الآلام دون الحاجة إلى تدخل جراحي. تشير الدراسات إلى أن 90% من حالات آلام الظهر والرقبة تتحسن بشكل كبير عند اتباع برامج علاجية مدروسة تعتمد على العلاج الطبيعي وتعديل نمط الحياة .

أهداف العلاج الطبيعي لآلام الظهر والرقبة:

1. تخفيف الألم والتصلب: يعمل العلاج الطبيعي على تقليل الألم والتصلب في مناطق الظهر والرقبة من خلال تقنيات مثل التدليك والعلاج الحراري لتقليل الالتهاب والضغط على الأعصاب.

2. تحسين مدى الحركة: يساهم في زيادة مرونة العضلات والمفاصل لتحسين المرونة ولإستعادة حركة العمود الفقري والرقبة لمداها الطبيعى ما يعزز نطاق الحركة ويُسهِّل أداء الأنشطة اليومية.

3. تقوية العضلات الداعمة: يُركز على تقوية العضلات المحيطة بالعمود الفقري لدعم أفضل وتقليل الضغط على الفقرات ومنع الإصابات المستقبلية.

4. منع تكرار الألم: يُقدِّم استراتيجيات وقائية لمنع عودة الألم، مثل تعليم الوضعيات الصحيحة لتجنب الإجهاد الزائد على الظهر والرقبة وتمارين الاستطالة.

تقنيات العلاج الطبيعي المستخدمة:

1.التمارين العلاجية الأساسية:

– تمارين التقوية: تهدف إلى تعزيز قوة العضلات الداعمة للعمود الفقري، مثل تمارين تقوية عضلات البطن والظهر مثل:

تمرين الجسر (Bridge): يقوي عضلات الأرداف وأسفل الظهر .

تمرين البلانك (Plank): يعزز قوة العضلات العميقة للبطن والظهر .

– تمارين الإطالة: تُركز على زيادة مرونة العضلات والأربطة، مثل تمارين إطالة عضلات الرقبة والكتفين ومثال ذلك

تمارين الرقبة: مثل إمالة الرأس إلى الجانبين والأمام والخلف لتحسين مرونة عضلات الرقبة .

تمارين الظهر: مثل تمرين الركبة إلى الصدر لتخفيف الضغط على الفقرات القطني

– تمارين تحسين الوضعية: تُساعد في تصحيح الوضعيات الخاطئة التي قد تؤدي إلى الألم.

– تمارين التحمل

المشي اليومي: يحسن الدورة الدموية ويقلل التيبس .

السباحة: تُعد من أفضل التمارين لتحريك الجسم دون إجهاد الظهر

2. العلاج اليدوي:

   – التدليك العلاجي: يُستخدم لتخفيف التشنجات العضلية وتحسين تدفق الدم.

   – تحريك المفاصل: تقنية تهدف إلى تحسين حركة المفاصل وتقليل التصلب.

3. العلاج الحراري والبارد:

   – العلاج بالحرارة: يُستخدم لتخفيف التشنجات العضلية وزيادة تدفق الدم.

   – العلاج بالبرودة: يُستخدم لتقليل الالتهاب والتورم.

4. التحفيز الكهربائي:

   – التحفيز الكهربائي للأعصاب عبر الجلد (TENS): يُستخدم لتقليل الألم من خلال تحفيز الأعصاب.

   – التحفيز الكهربائي للعضلات (EMS): يُستخدم لتحفيز انقباض العضلات وتقويتها.

5. العلاج بالموجات فوق الصوتية:

   – الموجات فوق الصوتية العلاجية: تُستخدم لتحفيز عملية الشفاء وتقليل الالتهاب.

6. العلاج بالليزر البارد:

   – الليزر منخفض المستوى: يُستخدم لتقليل الألم والالتهاب وتحفيز الشفاء.

7. العلاج بشد الفقرات:

   – جهاز شد الفقرات: يُستخدم لتخفيف الضغط على الأعصاب والفقرات، مما يساعد في علاج الانزلاق الغضروفي.

أجهزة العلاج الطبيعي المستخدمة في علاج آلام الظهر والرقبة:

1. جهاز شد الفقرات الإلكتروني بالكمبيوتر (Computerized Spinal Decompression)

   يُستخدم لتقليل الضغط على الأقراص الفقرية عبر تطبيقمما يساعد على إعادة تموضع القرص المنزلق وتخفيف الضغط على الأعصاب . قوة شد محسوبة بدقة، مما يساعد على إعادة تموضع القرص المنزلق وتخفيف الضغط على الأعصاب . يُعَدُّ هذا الجهاز فعّالًا في علاج حالات الانزلاق الغضروفي وتضيق الفقرات.

2. أجهزة التحفيز الكهربائي للعضلات (EMS)

   تُستخدم لتحفيز انقباض العضلات، مما يساعد في تقويتها وتحسين وظيفتها. يُعَدُّ هذا الجهاز مفيدًا في حالات ضعف العضلات أو ضمور العضلات الناتج عن قلة الاستخدام.

 3. أجهزة العلاج بالموجات فوق الصوتية (Ultrasound Therapy)

   تُستخدم لتوصيل موجات صوتية عالية التردد إلى الأنسجة العميقة وتعمل على تسخين الأنسجة، ما يزيد تدفق الدم ويُسرع إلتئام الأنسجة التالفة مما يساعد في تقليل الالتهاب وتحفيز عملية الشفاء.

4. أجهزة العلاج بالليزر البارد (Low-Level Laser Therapy)

   تُستخدم لتقليل الألم والالتهاب من خلال توصيل طاقة ضوئية منخفضة المستوى إلى الأنسجة المصابة ما يحفز إنتاج الكولاجين ويقلل الالتهاب عبر طاقة ضوئية غير حرارية.

5. أجهزة العلاج بالحرارة والبرودة (Heat and cold therapy devices)

   تشمل وسائد الحرارة والبرودة التي تُستخدم لتخفيف التشنجات العضلية وتقليل الالتهاب.

6. أجهزة التدليك (Massage devices)

   تُستخدم لتخفيف التشنجات العضلية وتحسين تدفق الدم، مما يساعد في تقليل الألم وتحسين مرونة الأنسجة.

7. أجهزة DAVID للعلاج الطبيعي

تشمل أجهزة متخصصة مثل:

جهاز تمديد الظهر (Back Extension Device): لتحسين حركة الفقرات القطنية والصدرية .

جهاز دوران الجذع (Torso Rotation Device): لتحسين حركة الفقرات القطنية في المستوى العرضي .

جهاز الانحناء الجانبي (Lateral Flexion Device): لتحسين حركة الفقرات في المستوى الجانبي .

إدارة الألم عبر تعديل نمط الحياة

1. التغذية المُعززة للغضاريف

الكولاجين والجلوكوزامين: موجودان في مرق العظام والأسماك، ويعيدان بناء الأنسجة الضامة .

فيتامين D والمغنيسيوم: يقللان التشنجات العضلية ويعززان صحة العظام .

2. الوضعيات الوظيفية

وضعية النوم: يُفضل النوم على الجانب مع وضع وسادة بين الركبتين، أو على الظهر مع وسادة تحت الركبتين .

الجلوس المكتبي: استخدام كرسي مريح مع دعم أسفل الظهر بوسادة صغيرة، ووضع الشاشة على مستوى العين .

3. إدارة الوزن

كل 1 كجم زيادة في الوزن يضيف ما يعادل 4 كجم ضغط على الفقرات القطنية، مما يزيد خطر التمزقات .

دور العلاج الطبيعي في الوقاية:

الوقاية: مفتاح تجنب الآلام المستقبلية

تمارين المرونة اليومية: مثل اليوجا والتاي تشي، التي تحسن مدى حركة العمود الفقري .

رفع الأحمال بشكل صحيح: ثني الركبتين وإبقاء الظهر مستقيماً، مع تجنب الالتفاف أثناء الحمل .

الإقلاع عن التدخين: النيكوتين يُقلل تدفق الدم إلى الأقراص، مما يُسرع تنكسها .

بالإضافة إلى دوره العلاجي، يلعب العلاج الطبيعي دورًا هامًا في الوقاية من آلام الظهر والرقبة من خلال:

– توعية المرضى: تعليم المرضى الوضعيات الصحيحة أثناء الجلوس والوقوف والنوم.

– تصحيح الأنماط الحركية: مساعدة المرضى في تعديل الأنماط الحركية الخاطئة التي قد تؤدي إلى الألم.

– تطوير برامج تمارين منزلية: تصميم برامج تمارين مخصصة للحفاظ على قوة ومرونة العضلات.

الخلاصة: نحو تعافٍ مستدام

العلاج الطبيعي ليس مجرد مسكنات مؤقتة؛ بل هو استثمار طويل الأمد في صحة العمود الفقري. تشير البيانات إلى أن 85% من المرضى يلاحظون تحسناً كبيراً خلال 6-8 أسابيع من البرامج المكثفة . المفتاح يكمن في التكامل بين:

التمارين المُخصصة تحت إشراف أخصائي.

التقنيات الحديثة مثل الليزر والشد الإلكتروني.

التعديلات السلوكية في العمل والمنزل

يُعَدُّ العلاج الطبيعي خيارًا فعّالًا وآمنًا لعلاج آلام الظهر والرقبة، حيث يُركز على تحسين الوظائف الحركيه