علاج مشاكل العصب السابع باستخدام العلاج الطبيعى

علاج إلتهاب العصب السابع
علاج مشاكل العصب السابع باستخدام العلاج الطبيعى  

ويُعَدُّ شلل الوجه النصفي من الحالات الشائعة التي تؤثر على جودة حياة المرضى وتسبب لهم ضرر عضوى ونفسى بالغ الأثر، حيث قد تسبب صعوبة التحكم فى عضلات الوجه إلى إنعدام القدرة على الأكل والشرب والتحدث. يهدف هذا الدليل الشامل إلى تقديم نظرة شاملة ومفصلة حول دور العلاج الطبيعي في علاج مشاكل العصب السابع، مع التركيز على الأساليب    المستخدمة والأجهزة المتاحة في هذا المجال.

 

أولاً: فهم العصب السابع ووظائفه

   العصب السابع هو العصب القحفي السابع من بين الأعصاب القحفية الاثني عشر، ويُعَدُّ عصبًا حركيًا وحسيًا في آن واحد. ينشأ من جذع الدماغ ويمتد عبر عدة مسارات معقدة قبل أن يصل إلى عضلات الوجه. تشمل وظائفه الأساسية:

   1. التحكم في عضلات الوجه: يسمح لنا بالتعبير عن المشاعر من خلال التحكم في حركات الوجه.

   2. تحفيز الغدد اللعابية والدمعية: يساهم في إنتاج اللعاب والدموع.

   3. نقل الإحساس من جزء من الأذن: ينقل بعض الإشارات الحسية من الأذن الخارجية.

 

ثانياً: أسباب إصابة العصب السابع

   تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى إصابة العصب السابع، وتشمل أسباب إصابة العصب السابع العدوى الفيروسية (مثل الهربس البسيط)، الإصابات الجسدية، أمراض المناعة الذاتية، والأمراض المزمنة مثل السكري. ومن أبرز هذه الأسباب:

   1. شلل بيل (Bell’s Palsy): وهو السبب الأكثر شيوعًا، ويُعتقد أنه ناتج عن التهاب في العصب بسبب عدوى فيروسية.

   2. العدوى الفيروسية: مثل فيروس الهربس البسيط أو فيروس الحماق النطاقي.

   3. الإصابات الجسدية: نتيجة لحوادث أو جراحات تؤثر على مسار العصب.

   4. الأورام: مثل الأورام التي تضغط على العصب في مساره.

   5. الأمراض الجهازية: مثل مرض السكري أو السكتة الدماغية.

   ويمكن تشخيص مشاكل العصب الوجهى من خلال ظهور بعض أو كل الأعراض الشائعه الداله على وجود مشكله فى العصب السابع وهذه الأعراض الشائعة تشمل:

   ضعف أو شلل في عضلات الوجه.

   عدم القدرة على إغلاق العين فى الجهه المصابة من الوجه.

   جفاف العين والفم.

   صعوبة في التحدث والأكل.

   تغيرات في حاسة التذوق.

 

ثالثاً: دور العلاج الطبيعي في علاج مشاكل العصب السابع

   العلاج الطبيعي هو أحد الركائز الأساسية في علاج مشاكل العصب السابع، حيث يساعد على:

   تحسين تدفق الدم: تعزيز الدورة الدموية في المنطقة المصابة لتسريع الشفاء.

   تقوية العضلات: منع ضمور العضلات واستعادة قوتها.

   تحفيز الأعصاب: تنشيط العصب المصاب لاستعادة وظائفه.

   تحسين التنسيق الحركي: استعادة القدرة على التحكم في تعابير الوج

   ويهدف العلاج الطبيعي إلى تحسين وظيفة عضلات الوجه المتأثرة وتعزيز الشفاء من خلال مجموعة متنوعة من الأساليب والتقنيات. يشمل ذلك:

1. التقييم الشامل:

   قبل البدء في العلاج، يقوم أخصائي العلاج الطبيعي بإجراء تقييم دقيق لحالة المريض، يشمل:

   – تقييم قوة العضلات: لتحديد مدى ضعف العضلات المتأثرة.

   – تقييم نطاق الحركة: لمعرفة مدى قدرة المريض على تحريك عضلات الوجه.

   – تقييم التناظر: لملاحظة أي اختلافات بين جانبي الوجه.

2. تمارين الوجه:

   تُعَدُّ تمارين الوجه جزءًا أساسيًا من برنامج العلاج الطبيعي وأحد أهم أساليب العلاج الطبيعي، 

    حيث تساعد على تحسين حركة العضلات واستعادة التنسيق. وتهدف إلى:

   – تحسين قوة العضلات: من خلال تمارين محددة تستهدف العضلات الضعيفة.

   – استعادة التنسيق العضلي: لتحسين التناغم بين عضلات الوجه المختلفة.

   – منع التقلصات العضلية: من خلال الحفاظ على مرونة العضلات.

   من الأمثلة على هذه التمارين:

   – رفع الحاجبين: محاولة رفع الحاجبين لأعلى مع الحفاظ على الجبهة مسترخية.

   – إغلاق العينين بإحكام: محاولة إغلاق العينين بقوة ثم فتحهما ببطء.

   – الإبتسام الواسع: محاولة الابتسام بأقصى قدر ممكن مع الحفاظ على الشفاه مغلقة.

   يُنصح بإجراء هذه التمارين أمام المرآة لضمان الأداء الصحيح.

3. التدليك اليدوي:

   التدليك اللطيف للوجه يعمل على تحسين الدورة الدموية وتخفيف التوتر العضلي.

يمكن إستخدام زيوت طبيعية مثل زيت الخروع لتعزيز الفوائد ويساهم التدليك في:

   – تحسين تدفق الدم: إلى العضلات المتأثرة.

   – تقليل التورم: في الأنسجة المحيطة.

   – تحسين مرونة العضلات: والأنسجة الرخوة.

   يجب أن يتم التدليك بواسطة أخصائي مؤهل لتجنب أي ضرر محتمل.

4. تمارين التنفس والاسترخاء

   تمارين التنفس العميق والتأمل تساعد على تقليل التوتر، الذي قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض. هذه التمارين تعزز الاسترخاء العضلي وتحسن الصحة العامة.

   تعمل على تحسين حالة المريض النفسية، مما يسهم في تعزيز استجابة الجسم للعلاج.

5. العلاج بالحرارة والبرودة:

   الحرارة: تُستخدم لتحسين تدفق الدم إلى العصب المصاب والعضلات المحيطة به، مما يعزز الشفاء ويقلل من تصلب العضلات. يمكن تطبيق الحرارة باستخدام الكمادات الحرارية أو أجهزة الأشعة تحت الحمراء.

   البرودة: تُستخدم لتقليل التورم والالتهاب في الحالات الحادة. يتم استخدام كمادات باردة أو ثلج على المنطقة المصابة لمدة محدودة.

6. العلاج بالموجات فوق الصوتية (Ultrasound Therapy)

   تعتمد هذه التقنية على موجات صوتية عالية التردد تُوجّه إلى الأنسجة المصابة، مما يساعد في:

   زيادة تدفق الدم.

   تقليل التورم والالتهابات.

   تحفيز عملية الشفاء الطبيعية في العصب والعضلات.

7.العلاج بالليزر البارد (Cold Laser Therapy):

   تُستخدم أشعة ليزر منخفضة الطاقة لتحفيز الأنسجة المتضررة.

   تُساهم في تقليل الألم وتحسين التئام الأنسجة المصابة، كما أنها آمنة وفعّالة عند استخدامها  بشكل صحيح.

8.العلاج بالمرآة (Mirror Therapy):

   تُستخدم المرآة لخلق وهم بصري بأن الجانب المتأثر يعمل بشكل طبيعي، مما يساعد الدماغ على إعادة تدريب العضلات المصابة. هذه التقنية فعّالة بشكل خاص في استعادة التنسيق العصبي العضلي.

 

رابعاً: أجهزة العلاج الطبيعي المستخدمة في علاج العصب السابع

   العلاج الطبيعي يعتمد بشكل كبير على الأجهزة الحديثة، ومن أبرزها:

1 . أجهزة التحفيز الكهربائي (TENS)

   تعمل هذه الأجهزة على إرسال تيارات كهربائية خفيفة على شكل نبضات لتحفيز الأعصاب والعضلات. تُستخدم لتحسين حركة العضلات وتقليل التشنجات.

   تساعد في تقليل الألم وتحفيز العضلات.

2. أجهزة الأشعة تحت الحمراء

   تُستخدم لتحفيز تدفق الدم إلى المنطقة المصابة وتقليل تصلب العضلات، مما يحسن الدورة الدموية ويقلل من الالتهاب.

3. أجهزة التدليك الاهتزازي

   تعمل هذه الأجهزة على تحسين تدفق الدم وتخفيف التوتر العضلي من خلال الاهتزازات الميكانيكية.

4. أجهزة الموجات فوق الصوتية:

   تُستخدم لإيصال طاقة حرارية وغير حرارية إلى مما يحسن الدورة الدموية ويقلل من الالتهاب.

   تُساهم في تحسين الشفاء وتقليل الالتهاب.

5. أجهزة الليزر البارد:

   تُساهم في تحفيز الخلايا وزيادة إنتاج الطاقة داخلها، مما يُسرّع عملية التئام الأنسجة.

6. أجهزة التمارين الخاصة:

   مثل أجهزة تقوية عضلات الوجه، التي تساعد في استعادة التنسيق والقوة في العضلات المصابة.

خامساً: أمثلة على برامج العلاج الطبيعي لمشاكل العصب السابع

 شلل بيل (Bell’s Palsy):

   يشمل العلاج تمارين للوجه، جلسات تحفيز كهربائي، وتدليك لتحسين تدفق الدم وتقليل التصلب.

   إصابات العصب الناتجة عن الحوادث:

   يتم تصميم برنامج فردي يشمل العلاج بالموجات فوق الصوتية وتمارين موجهة لاستعادة الحركة الطبيعية.

 شلل العصب الناتج عن العدوى:

   يركز العلاج على تحسين المناعة واستعادة وظيفة العصب باستخدام التحفيز الكهربائي وتمارين الاسترخاء.

 

سادساً: أهمية العلاج الطبيعي في تحسين جودة حياة المرضى

   العلاج الطبيعي لا يقتصر على استعادة الحركة فقط، بل يهدف أيضًا إلى تحسين الحالة النفسية والاجتماعية للمريض.

   يساهم في تقليل مضاعفات العصب السابع، مثل تقلص العضلات أو التغيرات الدائمة في ملامح الوجه.

   يعمل على تعزيز الاستقلالية والقدرة على ممارسة الأنشطة اليومية بشكل طبيعي.

نصائح وإرشادات لتحسين نتائج العلاج الطبيعي

   الالتزام بالتمارين: يجب أداء التمارين بانتظام (3-4 مرات يوميًا) للحصول على أفضل النتائج.

   حماية العين: استخدام قطرات العين المرطبة ووضع رقعة أثناء النوم لمنع جفاف العين.

   تجنب الإجهاد: تقليل التوتر النفسي والجسدي لتعزيز الشفاء.

   التغذية السليمة: تناول الأطعمة الغنية بفيتامينات B6 وB12 والزنك لدعم صحة الأعصاب.

 

الخاتمة

   العلاج الطبيعي يلعب دورًا محوريًا في علاج مشاكل العصب السابع، فمشاكل العصب السابع تُعَدُّ من الحالات التي تؤثر بشكل كبير على جودة حياة المرضى. والعلاج الطبيعي يُعد أحد أهم     الوسائل الفعّالة في تحسين حالتهم، حيث يهدف إلى استعادة الحركة الطبيعية للوجه وتعزيز عملية الشفاء. باستخدام تقنيات متقدمة وأجهزة حديثة، يمكن تحقيق نتائج إيجابية تعيد الثقة     للمريض وتقلل من المضاعفات. وتساعد على استعادة وظائف العصب وتحسين جودة حياة المريض. من خلال برامج علاجيه تشمل التمارين، التدليك، والتحفيز الكهربائي، تمكن المرضى من تحقيق تحسن ملحوظ في حركة الوجه وتقليل الأعراض. ومع الالتزام بالبرنامج العلاجي، يمكن تحقيق الشفاء التام في معظم الحالات.